مجاهد ديرانية
العاصفة التي أثارها الاقتراح الأخير للشيخ معاذ الخطيب أظهرت أن فينا عيبين كبيرين في فن الحوار، أوّلهما لاحظته في الفريق الذي رفض الاقتراح وهاجمه وهجا صاحبه، والثاني في كلا الفريقين، خصوم الشيخ ومحبّيه. العيب الأول هو القسوة والبذاءة وسوء الظن، وهي ليست من صفات المحاور الناجح ولا هي أصلاً من صفات المسلمين. يمكن للشيخ معاذ أن يخطئ، بل يجب أن يخطئ لأنه بشر من البشر، فأروني من لا يخطئ حتى أبايعه الساعةَ أميراً للمؤمنين. ولكن الخطأ يُناقَش بالرفق والحكمة ولا يُجيز الحكمَ على النوايا والقفز إلى التخوين. وأين يذهب هؤلاء المخوّنون بسابقة الشيخ حينما جهر بالحق في سوريا منذ عشر سنين، يوم لم يكن المتجرئون على الجهر بالحق غيرَ حفنة من أهل سوريا أجمعين؟